الدولة ناقصة السيادة
الدولة ناقصة السيادة
يقصد في الدولة ناقصة السيادة انها الدولة التي تخضع في تدبير شؤونها الداخلية والخارجية لسلطان دولة اجنبية بشكل تام أو جزئي في بعض الامور وتكون تفتقد للاستقلالية وهناك عدة اسباب تجعلها تخضع لدولة اخرى اما ان تكون اسباب اختيارية او اسباب اجبارية وتختلف الانواع التي تحدد ما هو سبب جعل هذه الدولة ناقصة السيادة. وسيتم التطرق في هذا المقال الى أنواع الدول ناقصة السيادة على حسب ما عرفها القانون الدولي وهي على النحو الآتي:
- الدول التابعة.
- الدول الحامية.
- الدول الموضوعة تحت الانتداب.
- الدول الموضوعة تحت الوصاية.
- الدول الموضوعة في حالة حياد دائم.
أولاً – الدول التابعة:
نظام قانوني انشئ بموجبه رابطة بين دولتين وهي متبوعة وتابعة. وهي مباشرة الدولة المتبوعة عن الدول التابعة بعض او كل اختصاصها داخلية وخارجية وفي التطبيقات الحديثة لا يوجد مثال على هذا النظام، لكن هناك مثال تاريخي على وهو عندما اخضعت الدول الاستعمارية مصر بقيادة محمد على باشا لاتفاقية لندن عام 1840م وجعلها بمركزالدولة التابعة للامبراطورية العثمانية التي استمرت من عام 1840م الى عام 1941م عندما اصبحت تحت الحماية البريطانية فيما بعد.
ثانياً – الدول الحامية:
هي علاقة قانونية ما بين دولتين تنشئ بموجب معاهدة تضع الدولة نفسها تحت حماية دولة قوية بالعادة تتولى عملية الدفاع عن الدولة المحيمة ضد اي عدوان خارحي ولكن في المقابل تمنحها الحق في الاشراف على شؤونها الخارجية وادارة الشؤون الداخلية في حدود اقليمها وهذا ما يسمى بالحماية الدولية وتستند بالعادة الى معاهدة تتم بين الدولتين الحامية والمحمية
ومن ابرز الامثلة على هذه الحماية: الحماية الفرنسية لأمارة موناكو والحماية الايطالية لأمارة سان مارينو والحماية السويسرية لأمارة لختنشتاين، اما بالنسبة للحماية الاستعمارية: فهي لا تستند الى اي اساس شرعي وقد تلجأ الدولة الحامية للحصول على الموافقة من الدولة المحمية بالقوة لأبرام معاهدة الحماية وذلك لاضفاء الشرعية القانونية على هذا التصرف وخاصة في مواجهة الدول الأجنبية ومن ابرز الامثلة على الحماية الاستعمارية: الحماية التني اعلنتها بريطانيا على مصر عام 1914م واستمرت حتى عام 1922.
ثالثاً – الدول الموضوعة تحت الانتداب:
عرف نظام الانتداب تحديدا بعد الحرب العالمية الأولى ليطبق على الأقاليم والمستعمرات التى أنفصلت عن الإمبراطورية العثمانية والمانيا اثر هزيمتهما في الحرب وقد تم تصنيف هذا النظام وفقا للمادة (22) من عهد عصبة الأمم الى ثلاث أصناف وهي:
1- انتداب من الدرجة (أ):
قد فرض هذا النوع من الانتداب على الدول التي انفصلت عن الأمبراطورية العثمانية، وهي على درجة من التطور بحيث يمكن ان تستقل وتتمكن من ادارة شؤونها الداخلية والخارجية ولكن بشرط ان تسترشد بنصائح ومساعدة الدول المنتدبة.
2- انتداب من الدرجة (ب):
وفرض هذا النوع من الانتداب على دول افريقيا الوسطى عندما كانت مستعمرات وذلك باعتبارها اقل تطور من الدول التي جاءت في النوع الاول من الانتداب وطبق هذا النوع على اوروندى، التوغو، رواندا، تنجانيقا، الكاميرون.
3- انتداب من الدرجة (ج):
هذا النوع من الانتداب فرض على بعض المستعمرات الواقعة في جنوب غرب افريقيا والبعض من جزر المحيط الهادي، وذلك بسبب قلة سكانها وصغر مساحتها وبعدها عن مناطق التحضر ويجب توضيح ان نظام الانتداب كان قد انتهى بنهاية الحرب العالمبة الثانية، وذلك بأستبداله بنظام الوصاية الدولي والذي نص عليه في المادة (77) من ميثاق منظمة الامم المتحدة التي تفضل حصول العديد من الدول على استقلالها أو بتخلي الدول المنتدبة عن انتدابها كما هو الحال في الانتداب البريطاني على فلسطين عندما اعلنت بريطانيا عام 1947م قراراً بالتخلي عن الانتداب بعد صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التى قضى بتقسييم فلسطين
رابعاً – الدول الموضوعة تحت الوصاية:
لقد حددت المادة (77) من ميثاق منظمة الامم المتحدة، الإقاليم التي يمكن ان يتم وضعها تحت الوصاية وقسمت هذه الأقاليم الى ثلاثة أقسام:
- الإقاليم التي كانت موضوعة تحت الانتداب.
- الإقاليم المقتطعة من دول المحور بعد الحرب العالمية الثانية.
- الإقاليم التي وضعت تحت الوصاية من قبل الدول المسؤولة عن ادارتها.
وقد طبق ايضا على المستعمرات التي كانت لايطاليا قبل الحرب العالمية الثانية وهي ليبيا واربتبريا والصومال حيث وضعت ليبيا تحت الوصاية بقرار صادرعن الجمعية العامة للأمم المتحدة وأستمر حتى استقلال ليبيا عام 1952م.
خامساً – الدول الموضوعة في حالة الحياد:
الحياد هو وضع قانوني يترتب عليه مجموعة من الألتزامات، وبموجبه تمتنع الدولة عن المشاركة في الحرب او التحييز لأي من الفريقين المتحاربين، ويأتي الحياد على نوعين:
أ. الحياد المؤقت (الإختياري):
هو الذي تقوم بأعلانه الدولة عندما تكون هناك حرب قائمة بين دول اخرى، وهو حياد اختياري يبدأ مع الحرب وينتهي بانتهائها، مثال على ذلك ما فعلته تركيا، والبرتغال، والسويد خلال الحرب العالمية الثانية.
ب. الحياد الدائم:
بموجبه تلتزم الدولة بشكل دائم ويكون الاستناد لذلك الى معاهدة تتعهد فيها بعدم ممارسة اي تصرف يتعارض مع الحياد عند قيام حرب بين الدول الاخرى مقايل ضمان سلامتها وقد ظهر نظام الحياد في اوروبا خاصة خلال القرن التاسع عشر لتحقيق هدفين:
- للمحافظة على السلم والأمن فيما بين الدول الأوروبية بايجاد دولة تفصل بين دولتين عرفوا بالعداء الدائم بينهما.
- للمحافظة على سلامة وامن الدول المستضعفة وبعدها يتم تحقيق توازن دولي ومن اهم مميزات الحياد الدائم انه نظام دائم وليس مؤقت وانه ينشأ نتيجة معاهدة تعقد بين دولتين او اكثر وهو ينطبق على كامل اقليم الدولة وليس جزء معبن.
بقلم الحقوقي: يزن عبد الوهاب
مواضيع أخرى ذات علاقة: