Login

Lost your password?
Don't have an account? Sign Up

حقوق أصحاب الهمم العالية (ذوي الاحتياجات الخاصة)

حقـوق أصحـاب الهمم العـاليـة

(ذوي الحتياجات الخاصة)

 

قد يولد البعض مختلفاً بطريقة ما، قد يتعرض آخرون لحوادث تجعلهم مختلفين، لكن مهما كانت اختلافاتنا فلنا الخيار إما أن نتخذها كإعاقة أو كتحد، للجميع كذلك الحق في الحصول على فرص متساوية، وتوقف المجتمع عن إعاقتهم هو كل ما يحتاجونه.

يُطلق مسمى أصحاب الهمم العالية على أي فرد يعاني من قصور في قدراته سواء أكانت قصوراً جسدية، أو حسية، أو عقلية، أو تعليمية، أو نفسية، أو اتصالية (المعاناة من مشكلة في القدرة على التواصل مع الآخرين)، إما بشكل كليّ أو جزئي، دائمة كانت أو مؤقتة.

 

أولاً – تطور مفهوم أصحاب الهمم العالية:

 

في الزمن الماضي كان كل فرد يولد أو يصاب بإعاقة ما يُطلق عليه اسم (المقعد)، ومن ثم تغير هذا المصطلح ليصبح (ذوي العاهة) ومع مرور السنين تغير إلى اسم (العاجز)، لكن مع تطور المجتمع والثقافات والحضارات تغيرت هذه المسميات لتصبح (ذوي الاحتياجات الخاصة) أو (ذوي الصعوبات) أو (أصحاب الهمم العالية) وهو من أفضل المسميات التي أُطلقت عليهم.

سبب تسميتهم بـِ “أصحاب الهمم العالية”:

استحق هؤلاء الأشخاص مسمى أصحاب الهمم العالية؛ بسبب جهودهم الجبارة التي يبذلونها كي يتغلبوا على التحديات التي تقف في وجههم (تحديات جسدية ونفسية)، فالإرادة التي يمتلكونها ساعدتهم على إدارة شؤون حياتهم في سبيل بناء مستقبل ناجح.

 

ثانياً – أنواع الإعاقات التي قد تصيب هذه الفئة:

 

  • الإعاقة الحركية: التي تنتج عن وجود خلل في وظيفة إحدى أعضاء الجسم، والتي يترتب عنها فقدان القدرة الحركية وصعوبة القيام بالأمور الحياتية المختلفة.
  • الإعاقة الحسية: ويكون سببها إصابة الأعصاب العلوية لأعضاء الإحساس، فيتمخض عنها حدوث إعاقة في حاسة البصر، أو السمع وغيرها من الأعضاء الحسية الأخرى.
  • الإعاقة الذهنية: الناتجة عن خلل في وظائف الدماغ العليا كالتركيز والذاكرة، فيعاني المصاب بهذا النوع من الإعاقة من صعوبة في التعلم وضعف في القدرة على التواصل مع غيره.
  • الإعاقة العقلية: وهي الإعاقة المترتبة عن أمراض قد تكون وراثية، نفسية، جينية، تتسبب في المعاناة من صعوبة في أداء النشاطات الاعتيادية بأنواعها.
  • الإعاقة المزدوجة: تجمع بين نوعين من الإعاقة فقط (إعاقة حركية وحسية أو حركية وذهنية أو حسية وعقلية…إلخ).
  • الإعاقة المركبة: وتكون عبارة عن عدة إعاقات تصيب الشخص الواحد.
  • الإعاقة النفسية: وتشمل الأنماط السلوكية التي تؤدي إلى ضعف في الأداء الشخصي أو الاجتماعي، مثل الاكتئاب والإجهاد والذهان الذي يعتبر حالة غير طبيعية تصيب العقل وينتج عنها صعوبات في تحديد ما هو حقيقي وغير حقيقي (الوهم).
  • إعاقة تأخر النمو: تظهر عند الأطفال ما بين سن الولادة حتى عمر خمس سنوات، وتكون نتيجة مرض مؤقت أو صدمة معينة تعرض لها الطفل خلال مرحلة حياته.

 

ثالثاً – حقوق أصحاب الهمم من الناحية القانونية:

 

لا يوجد أشخاص معاقين بل توجد مجتمعات مُعيقة، ورغم ذلك جاء القانون ليبين أن لكل فرد في أي مكان من العالم حقوقاً وجب حصوله عليها، من بين هؤلاء الأفراد فئة ذوي الاحتياجات الخاصة حيث وفر لهم القانون مجموعة من الحقوق أهمها:

  1. حق التمتع بالحياة والعيش بكرامة وحرية، والحصول على كافة الخدمات التي يتمتع بها الناس، في المقابل تبقى عليه واجبات يلتزم بأدائها بحسب إمكاناته وقدراته.
  2. الحق في الحصول على التأهيل من قِبل الدولة (مجموعة من الخدمات والأنشطة التي تُمكن أصحاب الهمم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي كباقي الناس).
  3. الحق في التعليم من خلال قيام وزارة التربية والتعليم العالي بتأمين كافة احتياجاتهم في المدارس والكليات والجامعات أيضاً.
  4. الحق في توفير وسائل مواصلات تسهل عملية تنقلهم من مكان لآخر، إضافة إلى منح تخفيضات خاصة لهم عند استخدامهم وسائل النقل العامة والخاصة.
  5. الحق في المشاركة بالانتخابات والتصويت، والحصول على فرص عمل ملائمة لحالتهم إضافة إلى المساواة في تقاضي الأجور.
  6. الحق في توفير الأمن والأمان لهم بما يضمن حمايتهم ومنع إيذائهم من قِبَل الغير. 

 

رابعاً – حقوق اصحاب الهمم العالية في الإسلام:

 

قال تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، بيّنت الآية السابقة أن الناس سواء لا فرق بينهم إلا بالتقوى، وبناء على ذلك خصص الإسلام لأصحاب الهمم أو ذوي الحتياجات الخاصة حقوق وطرق تضمن التعامل معهم كغيرهم:

  • النظر لهم نظرة عزّ وليس نظرة شفقة؛ والتعامل معهم باحترامهم؛ حتى يشعروا بأنهم جزء لا يتجزأ من مجتمعهم وبأن لهم دوراً مهماُ في التغيير والتطوير في كافة مجالات الحياة.
  • الحفاظ على ممتلكاتهم وعدم السماح لأي أحد بالعبث فيها، وخاصة الأدوات التي تساعدهم في عملية التنقل والحركة.
  • الحرص على دمجهم مع الناس من خلال السماح لهم بالمشاركة بمختلف الفعاليات والمناسبات العامة، والمساهمة في تنمية مواهبهم وقدراتهم لتشجيعهم على المضي وعدم الاستسلام.

 

خامساً – الأمم المتحدة وأصحاب الهمم العالية:

 

أصدرت هيئة الأمم المتحدة اتفاقية تضمن حصول ذوي الحتياجات الخاصة على حقوقهم كاملة، تلتزم من خلالها كافة الدول في العالم بتقديم تقارير منتظمة للجنة مختصة تقوم بتقييم التقارير المقدمة لها، وإرسال توصيات في حال وجود نقص في تطبيق هذه الحقوق لهم.

 كما وخصصت الجمعية الدولية للأمم المتحدة يوم محدد للاحتفال بهذه الفئة الطموحة وذلك بتاريخ 3 كانون الأول من كل عام، وقد ساهم ذلك في تحقيق العديد من الأهداف; كان من أهمها تعزيز ثقة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنفسهم، ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع للتعامل معهم بشكل مناسب، وإيجاد طرق جديدة تضمن تفاعلهم وانخراطهم في كافة المجالات، وأخيراً وجهت رسائل هامة جداً إلى جميع الناس وهي: أهمية المساواة بين ذوي الإحتياجات الخاصة أو أصحاب الهمم وباقي الناس في توفير الرعاية الصحية والخدمات الترفيهية، واعتبار أن الإعاقة جزء من التجربة الإنسانية.

مهما اختلفت المشكلات التي يعاني منها ذوي الاحتياجات الخاصة، يبقى هنالك دائماً حلول وعلاجات تساعدهم على تخطي إعاقاتهم، كالعمل على إنشاء مؤسسات ومراكز داعمة لمجموعات عديدة منهم وغيرها الكثير. ونشير إلى أن الاختلاف رحمة للناس وحكمة من حكم الحياة، فليس كل من جلس على كرسي متحرك يعتبر معاق، فهناك غيره معاق بأخلاقه وضميره وآخر بعقله وتفكيره.

 

بقلم الحقوقية: دارين صبحي سويدان

 

 

مواضيع أخرى ذات علاقة:

One comment

  1. Pingback: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - موسوعة ودق القانونية

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*

افتح المحادثة!
بحاجة لمساعدة !
مرحبا
كيف يمكننا مساعدتك !