مسرح الجريمة
مسرح الجريمة
إن أي خطوة يخطوها أو أي آثار للقدم أو بصمات الأصابع أو سقوط أو إفراز أي شيء من جسمه يدل على DNA الخاص بالشخص الجاني عند وقوع جناية أو حادث أو ما إلى ذلك، كل هذه الأدلة تشكل شاهدا صامتا ضده، فهي أدلة مادية لا يمكن أن تمحى أو تخطئ؛ لذا على الإنسان فهمها ومعرفة قيمتها جيدا، وكل هذه توجد بما يسمى في القانون الجنائي (مسرح.الجريمة).
أولاً – مفهوم مسرح الجريمة:
يعرّف مسرح الجريمة بأنه المكان الذي شهد وقوع الجناية أو الكارثة. فهو يشمل على العديد من الأدلة التي تسهل التحقيق الجنائي وتكثر الأدلة للاستدلال على ذلك الجاني الذي قام بالفعل.
وكما نلاحظ أن حدود مسرح الجريمة تحدد من قبل الشرطة من خلال وضعهم لشريط يشكل المحيط عند وصولهم للمكان الذي حدثت به الجريمة كشكل أولي وبدائي، ويمكن أن تتغير حدود مسرح الجريمة بتغير الأحداث وتطورها حسب تقييمها من قبل المحققين. وإذا اكتشف مسرح جريمة ثان او ثالث يتم التعامل معهم كلٌ على حدة أي بشكل مستقل عن الآخر.
ثانياً – كيف يتم الكشف عن مسرح الجريمة:
عند وقوع أي جناية يتم الكشف عليها من قبل بعض الأشخاص ثم يتم التواصل مع الشرطة، وتأتي الشرطة والجهات المختصة ويتم إحاطة مكان الجريمة بالشريط البلاستيكي ويمنع على أي شخص ليس له صلة أن يدخل إلي مسرح الجريمة عدا الطب الشرعي والأجهزة الأمنية، يتم جمع الأدلة الموجودة باستخدام أدوات ومعدات خاصة لذلك، وأحياناً يكون الجاني قد أتلف جميع الأدلة الموجودة وهذا يصعب التحقيق ويجعله يأخذ فترة طويلة نوعا ًما لكي يستكمل الأدلة، وهذا ما نسميه بفحص مسرح الجريمة.
إن التنسيق في التنظيم والتحري في مسرح الجريمة يحتاج لتخطيط منظم ومخطط له من قبل ، فإن التنظيم والتخطيط يتطلبان تكليفاً ومرونة حسب كل حالة وأخرى، ولذا له أهمية:
- الوصول لمسرح الجريمة دون تخطيط واستعداد ودون تجهيز المعدات يمكن أن يؤدي إلى ضياع الأدلة التي من شأنها كشف كيفية إقامة الجريمة ومن قام بها.
- يمكن أن يؤدي إلى سوء تفاهم عند قيام شخص بمهمة ليست من اختصاصه، وهذا أكيد سيؤثر على الأدلة إن وجدت في مسرح الجريمة.
- إشراك عدد من الأشخاص غير المختصين يؤدي إلى خطر فقدان الأدلة أو إضرارها.
ثالثاً – الحفاظ على مسرح الجريمة والأدلة الموجودة فيه:
يجب اتخاذ التدابير الوقائية لحماية مكان وقوع الجناية ومن المهم حماية خصوصية الضحاية لما لهم من حقوق إنسانية تم إقرارها في مواثيق ومعاهدات دولية كافة وفي أغلب دول العالم. يبدأ الحفاظ عليه بأسرع وقت ممكن عند إبلاغ الجهات المختصة وعدم لمس أي شيء من قبل المخبرين لأن هذا قد يعرضهم لتساؤل بلا ذنب لهم مسبقاً، بالتالي يتم حماية مسرح الجريمة بكافة الأشكال والمعدات حتى يتم التحري الجيد وتكتمل عملية التحقيق بالشكل النهائي ويتم رفع الطوق عنه. ولذلك يجب الاعتراف أن من المستحيل أن يكون هنالك مسرح جريمة خال من أي تغييرات، فـ مثلاً في حالة كان مسرح الجريمة في مكان مفتوح يمكن للعوامل الجوية أن تمحي الأدلة او تغييرها؛ لذلك تعطى تعليمات وإرشادات للانتباه جيداً عند وصول مسرح الجريمة وجمع أدلته دون أي قلق أو توتر.
رابعاً – أهمية الحفاظ على مسرح الجريمة:
- عدم أخد تدابير الوقاية يمكن أن يؤدي إلى فقدان أو إتلاف الأدلة.
- عدم استخدام الملابس والاجهزة المخصصة لذلك يؤدي إلي تلويث مسرح الجريمة وبالتالي الاضرار بالأدلة.
- عند رفع الطوق عن مسرح الجريمة من الصعب أن توجد فرصة لاستخراج الأدلة التي لم يسبق بيانها.
وبالتالي يتم توثيق مسرح الجريمة من خلال سجلات خاصة بالأدلة المادية أو التغييرات التي تحدث في تلك الأدلة ويتم تحويل هذه الأدلة إلى المختبرات .
واخيراً نكتشف أن مسرح الجريمة عبارة عن مكان جدا حساس وأي حركة أو خطوة أو لمسة قد تؤثر عليه لذا عليك أنت كشخص مدني عند اكتشاف جريمة أن تبلغ عنها فوراً وألا تقترب من المسرح؛ لأنه كما ذكرنا سابقاً يمكن هذا الاقتراب أن يجعلك شخصاً مسؤولاً وأنت لا ذنب لك فيما حدث.
بقلم الحقوقية: كرامة أسامة الشنطي
مواضيع أخرى ذات علاقة:
Pingback: قضية جنائية - موسوعة ودق القانونية
Pingback: جريمة في الذاكرة - موسوعة ودق القانونية
Pingback: - موسوعة ودق القانونية
Pingback: جرائم تدقيق الحسابات - موسوعة ودق القانونية
Pingback: الشروع في الجرائم - موسوعة ودق القانونية