نكاح الشغار
نكاح الشغار
ساد قديماً في كثير من المجتمعات نوع من النكاح يعرف بـ نكاح الشغار يعتقد البعض بأنه مباح ولكن مع التطور والاستدلال من القرآن والسنة تبين أن هذا النوع محرم والسبب في ذلك هو ظلم المرأة وانتهاك حقها وكانوا يعتبرونها كأنها سلعة من دون مقابل حيث يقوم الشاب بالزواج من فتاة دون مقابل بشرط زواج أخيها من أخت الشاب ولا يقوم كلاً منهاما بدفع ما تستحقه الزوجة من مهر ومتطلبات الزواج فلهذا السبب حرم الله عزو وجل هذا النكاح لكثرة ظلمه للزوجة ولكن أجاز قليل من الفقهاء ومنهم أبو حنيفة هذا النكاح حيث ألزم للمرأة حقها بهمر المثل . وللتعرف حول نكاح الشِغارِ أكثر ومفهومه وحكمه وصوره وغيرها من الأمور سيتم توضيحها فيما بعد.
أولاً – مفهوم نكاح الشغار:
يعتبر هذا النوع من الزواج من أكثر أنواع الزواج انتشاراً في الجاهلية، حيث كان هذا الزواج ظالم لحق الفتاة بحيث يقوم الشاب بالزواج من فتاة ومن ثم يقوم أخ هذه الفتاة بالزواج من أخت الشاب (تبادل بالفتيات)، حيث أنه في هذه الحالة يتم ظلم الزوجة من ناحية عدم قيام الزوج بدفع الصداق(المهر) نهائياً للزوجة وكذلك الأمر بالنسبة لأُخت الزوج لا يتم دفع الصداق لها. أي أن كلاً من العائلتين يقوم بتقديم ما يستطيع لابنته لا لزوجة ابنه وكثير من الناس لا يقدمون شيئاً للزوجة. وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا النوع من الزواج لما فيه من ظلم لحق الزوجة ولأن الله عز وجل أمرنا بتكريم المرأة لا بانتهاك حقها ورغم أن هذا النوع من الزواج كان قد مارس في الجاهلية إلا أن هناك بعض الدول ما زالت تأخذ به وتطبقه رغم نهي الإسلام له.
ثانياً – حكم نكاح الشغار:
كما نعلم أن نكاح الشغار فيه هدر لحق المرأة لذلك اختلف الفقهاء حول فيما إذا كان هذا الزواج محرم أم مكروه، حيث اتفق كثير من الفقهاء أن هذا النكاح باطل ومحرم حيث يمكن فسخ العقد سواء قبل الدخول أم بعده ،وهناك قليل من الفقهاء اتفقوا حول صحة هذا النكاح وأنه يحق للمرأة مهر المِثل، ولذلك نأخذ برأي الأكثرية من الفقهاء ونقول أن هذا النكاح باطل ومحرم.
ثالثاً – صور نكاح الشغار:
- أن يقوم الشاب بزواج اخته أو ابنته لشاب بشرط أن يزوجه الآخر اخته أو ابنته بشرط تقديم مهر لكلاً منهما سواء كان هذا المهر مختلف أم متساوي لكلاً منهما.
- أن يكون الزواج بشرط أن يقوم كل منهما بزواج وليته للشخص الآخر ولا يكون لهما مهر، وهذه الصورة نهى عنها الرسول(صلى الله عليه وسلم).
- أن يتزوج كلٍ منهما من قريبة الشخص الآخر دون ان يشترط كون زواج أحد منهما مبني على زواج الطرف الآخر مع وجود مهر مقرر لكلٍ منهما، وهذا النوع لا يوجد حرج فيه.
رابعاً – الطلاق في نكاح الشغار:
كما نعلم أن نكاح الشغار هو نكاح فاسد ففي حال قام الزوج بطلاق زوجته يكون الطلاق بائن بسبب فساد هذا النكاح فلا يوجد رجعة فيه ويكون للزوجة المطلقة مهر المثل في حال كان الطلاق بعد الدخول والخلوة وذلك بسبب عدم تسمية المهر صراحةً في عقد الزواج.
هل يطبق في يومنا هذا نكاح الشغار:
هذا النوع من النكاح بالرغم من أن الإسلام نهى عنه إلا أنه ما زال يطبق في دول قليلة ومنها اليمن وإقليم كردستان العراق حيث إنه امرأة مقابل امرأة وهناك كثير من المشاكل والمصائب التي تلحق بأصحابها ونأمل أن ان تلغى هذه الظاهرة وأن يتم تكريم المرأة في هذه الدول وفي غيرها.
خامساً – أدلة من السنة على حرمة نكاح الشغار:
- نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشغار وهو ما ورد عن ابي هريرة رضى الله عنه أن النكاح (أن يقول الرجل للرجل زوجني ابنتك وأزوجك ابنتي …).
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قالLنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشغار والشغار أن ينكح هذه بهذه بغير صداق بضع هذه صداق هذه وبعض هذه صداق هذه).
- عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا شغار في الإسلام).
بقلم الحقوقية: رفاء هارون مسلم
مواضيع أخرى ذات علاقة: