يوم الطفل العالمي

أطفال اليوم هُمّ مواطنو المستقبل، الطفل يعتبر من أهم الفئات في المجتمع، وفي كافة أنحاء العالم الطفل مقدس ولديه العديد من الحقوق التي كفلها القانون له، كما أن الإعتداء على الطفل يعتبر شيء محرم كما لو كان الإعتداء على شيء مقدس،  فالطفل في نهاية المطاف سيصبح عنصر فاعل في المجتمع ولهُ دور أساسي في المكافحة والبناء والتطوير فهو ربما يكون مهندس أو محامي أو دكتور أو صاحب منصب قيادي في المجتمع، ولأهميته في المجتمع وجد يوم الطفل العالمي…

أولاً – تاريخ يوم الطفل العالمي:

يوم الطفل العالمي يتيح لجميع الأشخاص فرصة الخوض في مهمة الدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والإحتفال بها في كل عام، وقد جاءت فكرة يوم الطفل العالمي للتأكيد على ضرورة التركيز على حقوق الطفل وتحقيق الرفاهية له لا سيما أنّها بحاجة لتضامن وتعاون دولي لنكون قادرين على الالتزام بتحقيق كافة ما يلزم من حقوق ورفاهية للأطفال لأنهم هم مستقبل الوطن، وقد أقرّت الأمم المتحدة عام 1954م يوم الطفل العالمي، وذلك بهدف نشر الوعي بين الأطفال وتعزيز ودعم الترابط الدولي في جميع أنحاء العالم، حيث أنّ في هذا اليوم الموافق لتاريخ عشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر تم اعتماد إعلان حقوق الطفل من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ولذلك هو يوم بالغ  الأهمية في تاريخ الطفولة، كما تم في هذا اليوم تبني اتفاقية حقوق الطفل والتي تم المصادقة عليها من قبل معظم الدول في عام 1989م والتي تُعتبر أول نَصّ دولي مُلزم قانونياً يعترف بحقوق الطفل وبذلك أصبح هناك يوم خاص للطفل يتم الاحتفال بهِ في كل عام للتذكير بحقوق الطفل وأهمية المحافظة عليها.

ثانياً – مفهوم الطفل العالمي:

قبل الإطلاع على الحقوق التي كرستها اتفاقية حقوق الطفل له يجب أنّ نكون قادرين على تمييز الطفل عن غيرهِ من الراشدين، فـ الطفل لغةً: يُعرف بأنّهُ الصغير من كل شيء أو المولود قبل بلوغهِ سن الرشد، أما اصطلاحاً: فهي المرحلة العمرية للإنسان منذ ولادته حياً وحتى بلوغهِ سن الرشد والذي يختلف من دولة الى دولة، أما تعريف الطفل بناءً على ما نصت عليه اتفاقية حقوق الطفل فهو كل فرد أو شخص لم يبلغ السن القانوني حسب قانون دولته، وفي فلسطين خاصة السن القانوني هو الثامنة عشر عاماً.

ثالثاً – اتفاقية حقوق الطفل العالمي:

اتفاقية حقوق الطفل هي عبارة عن ميثاق دولي يهدف الى توفير كافة الحقوق للأطفال سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، أي أنّ اتفاقية حقوق الطفل تهدف الى حقوق تلبية الحقوق والاحتياجات التي يحتاجها الطفل لينمو بشكل سليم في بيئة أمنة ومن هذه الحقوق التي هدفت اتفاقية حقوق الطفل الى توفيرها للطفل:

•  توفير الاهتمام والرعاية الصحية للأطفال عن طريق تنمية العادات السليمة والصحية فيهم وتوفير أطعمة صحية لهم.
• توفير الظروف الملائمة لهم لعيش حياة كريمة ضمن جو أُسري يُشعرهم بالراحة، والآمان، والطمأنينة، والمحبة مع عائلتهم.
• حق الأطفال في تلقّي التعليم عن طريق توفير المدارس التعليمية والبرامج التي توجههم نحو التعليم المهني. 
• توفير كافة المستلزمات الأساسية لهم من ملبس ومشرب ومأكل وبيئة آمنة للعيش.
• توفير الحق للطفل في التعبير عن آرائه وأفكاره واتخاذ القرار خاصة في الأمور المؤثرة عليه.
•  توفير الحماية للطفل من كافة أشكال الاستغلال والإيذاء الجسدي والنفسي وسوء لمعاملة والإهمال. 
• تكافؤ الفرص بين الأطفال والمساواة دون النظر الى اللون أو العرق أو الجنس أو الدين أو الحالة الجسدية.
• توفير الرعاية للطفل ودعمه عن طريق شخص يمتلك القدرة على توجيه الطفل نحو النجاح. 
• غرس الإنتماء والمواطنة لدى الطفل تجاه مجتمعه ووطنه والعمل على تعليمه واستثمار طاقاته في خدمة مجتمعه. 
• توفير حياة كريمة عن طريق تعزيز الشعور بالكرامة والحرية والاحترام والتقدير وتنمية أخلاق الطفل وتعزيز شعوره بالروحانية.

إذاً نلاحظ أنّ حقوق الطفل لا تختلف عن الحقوق العامة التي يحظى بها البالغ، فحقوق الطفل الأساسية هي التعليم والرفاهية، والحماية من الإيذاء بكافة أنواعه، وتوفير بيئة معيشية مناسبة، لذلك تمت أضافة حقوق خاصة بالطفل وهي ما نصت عليه اتفاقية حقوق الطفل والتي تقوم على مبادئ أساسية ومتطلبات لتطبيقها كالمساواة وعدم التمييز، والمشاركة وحرية التعبير، والحرص على مصلحة الطفل، والبقاء على قيد الحياة والذي يُعتبر حقاً أساسياً ومتجذراً لجميع الأطفال.

بقلم الحقوقية: رهف سامر نابلسي

مواضيع أخرى ذات علاقة:

• حقوق الإنسان بين المطرقة والسندان.
• في جرائم خطف الأطفال واستبدالهم.
• الإطار النظري في حرية الرأي والتعبير.
• حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.