المسؤولية الدولية عن الأضرار البيئية
المسؤولية الدولية عن الأضرار البيئية
تعتبر البيئة من أهم العوامل الموجودة في الكون والتي تؤثر على جميع الكائنات الحية، ونظرًا لأهميتها سعت العديد من المُجتمعات والدول في الحفاظ عليها من كُلّ الأضرار والحرص على وجود بيئة نظيفة آمنه وصحية للكائنات ولكن نظرًا للتطور الكبير الذي حصل في القرن الأخير بسبب التقدم الصناعي الكبير الذي نجم عنه وجود نفايات كبيرة سواء غازية أو مادية أدت إلى تلوث البيئة المحيطة وأصبح التلوث في تزايد مُستمر والبيئة في خطر على الاكيد، وبما إنّه البيئة في خطر إذن حياة الكائنات الحية مُعارضة إلى خطر، من هُنا تولدت الحاجة إلى وجود قوانين وإدارة جيدة تعمل على حماية البيئة من الأضرار والعوامل التي تساهم في تلويثها وأصبحت الدول مسؤولة عن الاضرار البيئية داخل كُلّ دولة ومع التقدم التكنولوجي أصبح من المُمكن التغلب على مشكلة تلوث البيئة من خلال استغلال التكنولوجيا بما يفيد والبيئة وتطوير استراتيجيات من أجل تقلل الاضرار التي تهدد البيئة الصحية.
أولاً – تعريف المسؤولية الدولية:
عرّف الدكتور السيد أبو عطية المسؤولية الدولية على أنها عملية يتم من خلالها إسناد فعل على شخص من أحد أشخاص القانون الدولي، حتّى وإن كان هذا الفعل يحظر في القانون الدولي أو لم يقم القانون الدولي بحظره، طالما ترتب نتيجته ضرر على أحد الأشخاص من أشخاص القانون الدولي، من هُنا اقتضى توقيع جزء مُعين دولي سواء كان هذا الجزاء يجمل الطبيعة العقابية ام انه ذا طبيعة عقابية المُهم أنه كان سبب الجزء هو ألحاق ضرر على أحد أشخاص القانون الدولي.
تعتبر المسؤولية الدولة هي أهم الطرق والوسائل القانونية اللازمة لحماية البيئة من أي أضرار ومخاطر، من خلال من أي يمنع ويحظر المساس في البيئة، وعند التفكير في التطور الهائل في شتله المجالات في عصرنا هذا نجد أن البيئة محظوظة في القوانين والمفاهيم الجديدة والحديثة تتعلق بالقواعد المسؤولية الدولية، حيثُ أنا المساس في البيئة أو تعريضها إلى الضرر العمد يعتبر أحد أركان المسؤولية المدنية الذي بمقتضاه يتوجب على الشخص الذي قام بإلحاق الضرر للبيئة التعويض بناءً على الضرر.
ثانياً – شروط المسؤولية الدولية عند الإضرار في البيئة:
هناك عدت شروط يجب توافرها من أجل وجود المسؤولية الدولية عند الإضرار في البيئة وإذا تخلف أحد الشروط أو لم يكن موجود هُنا تنعدم المسؤولية الدولية وفقًا للقانون الدولي العام وهم كالآتي:
- الواقعة التي أنشئت المسؤولية الدولية والتي تقتضي بصدور فعل من أحد أشخاص القانون الدولي.
- يجب حدوث ضرر لأحد أشخاص القانون الدولي.
- وجود علاقة سببية بين الفعل والضرر.
ثالثاً – أنواع المسؤولية الدولية عند الإضرار في البيئة:
1- المسؤولية المدنية الدولية عند الإضرار في البيئة:
إن المسؤولية المدنية وفقًا للدكتور محمد الدقاق هي عبارة عن نظام قانوني هدفه تعويض الأشخاص الذي لحق بهم اضرار من أشخاص القانون الدولي وكان السبب في الضرر به هو نشاط قام به أحد أشخاص القانون الدولي آخرين.
قد يحدث احيانًا أن تستعمل الدول أو الأشخاص القانونية حقها المقرر دوليًا ولكنها تقوم بإلحاق الضرر بحق الغير والذي يعتبر غير مشروع، من هنا نستنتج أن هناك تطور في المسؤولية الدولية على امتداد مُتخلف الأنشطة الدولية التي قد تصيب الدول الأخرى أو المُجاورة اضرارًا ومخاسر مثل النتائج التي تُلحقها التجارب والمفاعلات النووية. فالمسؤولية المدنية تتعلق بعلاقات أشخاص القانون الدولي وليس علاقة الدولة بالافراد ولا علاقة الدولة بالأشخاص المعنوية.
إن أطراف المسؤولية الدولية غير مقتصرة على الدول فقط بل أصبحت تعدد وتضم المنظمات الدولية، حيثُ أن الدول والمُنظمات الدولية تعتبر هي أطراف في المسؤولية المدنية، بينما الأفراد مسؤوليتهُم تعتبر جنائية، وتعتبر المسؤولية الدولية جزاء قانوني قام القانون الدولي على ترتيبه على قيام أحد الأشخاص على عدم احترام القانون لهذه الالتزامات الدولية.
2- المسؤولية الجنائية الدولية عند الإضرار في البيئة:
تقع المسؤولية الجنائية عند وجود ضرر قد أصاب المُجتمع يستوجب عليه تلك العقوبة التي تقوم النيابة العامة في المُطالبة بها وذلك لأن النيابة العامة تُمثل المُجتمع، ولا تقوم المسؤولية الجنائية في المساس في البيئة على الصلح ولا تستطيع النيابة أو أحد الأشخاص في التنازل عن الجزاء وذلك لأنه هُنا يوجد حق للمُجتمع ككُلّ وليس لفرد واحد.
قد يوجد هناك صعوبة حول توقيع الجزاء والعقاب على الأشخاص المعنويين وذلك بسبب عدم وجود إدارة تعمل على تمييز الأشخاص الطبيعيين وأن فكرة المسؤولية الجنائية الدولية إلى يومنا هذا لم تبرز في المُجتمعات المُعاصرة، لم يكن هناك تردد من قبل الفقهاء حول فكرة وجود المسؤولية الجنائية الدولية بل أن هُناك فُقهاء ناصروا الفكرة ودعموها ومن بينهُم الفقيه بيلال الروماني الذي يقول رأيه بأن المسؤولية الجنائية للدولة هي في حقيقة الأمر موجودة في ألقانون الدولي المُعاصر والحديث وبحال تم الاعتراف الكامل والتام بذلك القانون الحديث أي المسؤولية الجنائية الدولية عن المساس في البيئة سيكون له آثار كبيرة وفعالة وإيجابية في تحسين كفاءة القانون الدولي ومنع المساس بالبيئة وحماية البيئة.
إن الحفاظ على البيئة والسعي حول عدم المساس بها ومُعاقبة ومُسالة كُلّ من يمس بها هذا شيء مُهم من أجل البيئة والذي يعني على حرص القانون الدولي في الحفاظ عليها ولكن بسبب التطور الهائل والكبير والوضع الراهن وجب التفكير حول وضع قواعد وآليات تتناسب مع التطور الذي يحدث في جميع الأزمان والأماكن والظروف من أجل حماية البيئة والمُحافظة عليها في كُلّ وقت وحين وفي جميع المُستجدات.
بقلم الحقوقية: ميس الريم جناجرة
مواضيع أخرى ذات علاقة:
يعطيكِ العافيه
مبدعة
Pingback: جرائم البيئة في فلسطين - موسوعة ودق القانونية