Login

Lost your password?
Don't have an account? Sign Up

الحق في الحياة قانونياً

الحق في الحياة قانونياً

 

من أهم حقوق الإنسان والذي يجب عدم المس بها أو طمسها هو حق في الحياة الذي يعد أساس وجود الإنسان والغاية من وجوده على هذه الأرض، حيث جاءت كُلّ الديانات والقوانين لتمنع انتهاكه والتعدي عليه ثُم جاء قانون العُقوبات وجرم أي فعل أو سلوك فيه تعدي على حق الحياة والبقاء وفرض العُقوبة على مُتعدي ومنتهك، حيثُ إن الحق في الحياة هو حق ومبدأ أخلاقي يستند إلى أن للإنسان الحق في العيش حياة سليمة وكريمة تنعم بالحُرية وعدم التعرض للقتل من قبل إنسان آخر أو أي تعدي يمس به حيثُ وجد من أجل صون حقه بالحياة والبقاء على هذه الأرض كي يُعمر بها ويترك الأثر الإيجابي بها وصون كرامته الإنسانية فمن يتعدى على حق الإنسان بالحياة كأنه تعدى على كرامة الإنسان وأهم حقوقه.

 

أولاً- كيفة نشوء حق الحياة:

 

يمكننا القول بأن مفهوم الحق في الحياة ينشئ ويكون من خلال المناقشات والعقوبة حول القضايا المتعلقة بعقوبة الإعدام وجرائم الحرب والإجهاض دون أي مبرر صحي والقتل الرحيم والقتل المبرر ورعاية الحيوان وعدم التعدي عليهم والرعاية الصحية العامة دون أي تقصير يؤدي إلى الوفاة أو أحداث حالة تأثير صعبة تعطل عن العمل قصدًا ومن خلال دراسات القانون بشكل جيد و واضح حول الجرائم التي تتعلق بالقتل بحجة الدم أو الشرف.

ويعتبر الحق في الحياة هو العامود الأساسي الذي تُبنَى عليه باقي الحقوق الأخرى، كما ينبغي الإشارة إلى أنّ الشريعة الإسلامية وجميع القوانين قد كفلت حق الحياة لجميع من هم على وجه الارض سواء كانوا بشرًا أم حيوانًا أم نباتًا، فلا ينبغي الاعتداء على شيءٍ من المخلوقات إلا بوجهٍ شرعي وحجة شرعية لها مُبرر أو دفاعًا عن النفس بطريقة تناسب رد الاعتداء، وقد فرضت الشريعة الإسلامية لأجل الحفاظ على حق الحياة وعد الاعتداء عليه العديد من الأحكام والقوانين، وسنّت العديد من العقوبات المُختفلة التي تناسب كُلّ فعل لمن يتعدّى على ذلك الحق أي حق الحياة.

 

ثانياً- مظاهر حفظ الحق في الحياة:

 

تتعدّد مظاهر وأشكال وطرق حفظ الإسلام والقانون لحق الحياة لجميع المخلوقات التي وُجِدت على الأرض استثناءً من يتعدى على حق غيره بالحياة، وتتميز تلك المظاهر وتَبرُز بصورةٍ واضحة إذا نظر الإنسان إلى الأحكام العملية التي شرعتها الديانة الإسلامية على معتنقيها وتبرز كذلك في حال كانت تتعلّق بالإنسان في جميع أحواله وهيىئاته دون أي مظهر من مظاهر التمييز العنصري؛ سواء كان مُسلمًا أم كافراً، أسودًا كان أم أبيض، عربياً أم عجمياً، فلا فرق في هذا الحق بين أي إنسان إلّا ضمن أسس وضوابط حددها الإسلام والقانون ونظمها وفق لقواعد واسس دقيقة جدًا وواضحة، حتى أنّ الجنين في بطن أمه حفظ الله لها قحقه في الحياة، فمنع الاعتداء عليه بما يؤدي إلى إلحاق الضرر به أو بأمّه ومنع أيضًا الإجهاض دون سبب وجعل الفعل مُحرم ثُم قام القانون بتجريم الفعل وفرض العقوبة على جريمة الإجهاض ليحافظ على حق الجنين بالحياة والبقاء دون أن ينتهك حقه.

ويرتبط مفهوم الحق في الحياة بشكل مباشر إلى  المنظور القانوني للحق في الحياة، بحيث تجمع دساتير العالم جميعها دون أي استثناءعلى تأكيد الحق في الحياة باعتبارها أولوية مطلقة وأساس الوجود والبقاء ولا يجوز التعدي عليه لأي سببًا خارج نطاق الشرع أو القانون مع وجود المُبرر المُتأكد منه.

ثُم ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنّ لكل فرد الحق في الحياة، والبقاء، والحُرية، والأمان على النفس والشعور بالسلام وعدم الخوف على الحياة من التعدي، ومن هذا المُنطلق يُعتبر الحق في الحياة من أبرز الحقوق وأعظمها التي تُلازم كل إنسان ولا يجب نزعها ،وهو ما يُوجب على القانون حماية هذا الحق بأي طريقة وسيلة.

كما أكدَّ الميثاق الدولي المتعلق بحقوق الإنسان المدنية والسياسية على حق الحياة من خلال التأكيد على الامتناع عن حرمان أي شخص من حياته بشكل تعسفي دون وجود سبب أو مسوغ مشروع. والامتناع عن فرض عقوبة الإعدام لأي سبب في أي بلد، ويُكتفى بفرضها على أشد الجرائم خطورة وأعظمها وأكثرها ضررًا، أي أن تكون عقوبة الإعدام تتناسب مع الفعل والجريمة المُرتكبة ويتم تطبيق هذه العقوبة من خلال إصدار حكم بشكل نهائي من محكمة مختصّة بذلك مع التأكد من الجريمة والفعل ووجود الأدلة الكامنة التي تشير على أن ذلك الشخص هو المرتكب والفاعل.

 

ثالثاً – أهمية الحق في الحياة:

 

وبناءًا على ذلك ونظرًا لأهمية وجود الإنسان على هذه الأرض وايضاً وجوده مع تمتعه بجميع حقوقه التي تساهم فيه بقاءه على هذه الأرض وإعمارها وتطويرها وتكوين نسل جيد جاء وجعل حق الحياة على رأس كُلّ الحقوق وأهمهم وجعل الحق بالحياة يتمتع بأعلى الحقوق حيث فرض الجزاء الكبير على كل من يتعدى على حق غيره في الحياة ثُم قام الدين الإسلامي بفرض القصاص والعقوبة الدنيوية والأخروية على الفاعل كي ينال عقابه وكي يتم ردع كُلّ من تتسول له نفسه من ارتكاب نفس الجريمة أو التكرر.

 

بقلم الحقوقية: ميس الريم جناجرة

 

مواضيع أخرى ذات علاقة:

4 comments

  1. Pingback: تنظيم التعذيب في القانون - موسوعة ودق القانونية

  2. Pingback: شهادات أعضاء موسوعة ودق القانونية (دورة 2021-2022) - موسوعة ودق القانونية

  3. Pingback: حق الإنسان في الحياة - موسوعة ودق القانونية

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*

افتح المحادثة!
بحاجة لمساعدة !
مرحبا
كيف يمكننا مساعدتك !