حقوق الإنسان بين المطرقة والسندان
حقوق الإنسان بين المطرقة والسندان
حقوق الإنسان، جميعنا نقر بأن لكل فرد في هذه الحياة حقوق ثابتة تساعده على أن يحيا حياة هنيئة، فهذه الحقوق متوافرة لجميع البشر مهما كانت جنسيتهم أو لونهم أو لغتهم أو دينهم … ، وقد تكفلت القوانين والأنظمة التشريعية كمنظمة الأمم المتحدة بالعمل على حمايتها وصونها، والذي ساعد على نشرها وتوثيقها ما يُعرف اليوم بِـ “العولمة” والتي تعني التفاعل الثقافي والحضاري بين البشر في مختلف أنحاء العالم والتواصل عبر وسائل الإعلام بأنواعها.
لا يستطيع أحد أن ينكر الدور المهم الذي تلعبه حقوق الإنسان في حياتنا، فهي تكفل الحاجات الأساسية للأفراد من مأكل ومشرب وملبس ومسكن؛ حتى يتسنى لهم العيش بكرام ، فمن خلالها يستطيع الإنسان أن يعبر عن رأيه بكل حرية وراحة وأن يختار أسلوب حياته الأمثل، بالتالي توفير الحماية الكاملة لحقوقه من خطر الاعتداء والسلب من قبل أي جهة أو سلطة أعلى منه.
أولاً – تم تقسيم حقوق الإنسان إلى عدة أنواع وهي:
1- من حيث أهميتها:
- حقوق أساسية: الحقوق المكتسبة من لحظة الولادة والتي لا يستطيع الفرد التنازل عنها لأي سبب مهما كان، مثل: حق الحرية وحق الأمان.
- حقوق ثانوية: الحقوق المتعلقة بسعادة الإنسان ورفاهيته، يضمن من خلالها العيش بكرامة منها حقه في التعبير عن رأيه وحريته في التفكير.
2- من حيث موضوع الحق:
- حقوق سياسية ومدنية: كالحق في الحياة، والحق في المشاركة في الحياة السياسية.
- حقوق اقتصادية واجتماعية: كحق التعليم، والحق في العمل والحق في العيش بشكل لائق.
- حقوق البيئة والثقافة: كحرية العبادة، وحرية الصحافة والتعبير عن وجهات النظر.
3- من حيث الأشخاص المستفيدين:
- حقوق فردية: الحقوق التي يتمتع بها الفرد نفسه كحق التقاضي والحق في عدم التعرض للعنف بأنواعه جسدي كان أو نفسي.
- حقوق جماعية: الحقوق التي يتمتع بها الأفراد كافة، كحق الانخراط والتصرف في الحياة السياسية والمدنية.
ثانياً – تتميز حقوق الإنسان بسمات وخصائص عديدة منها:
- العالمية: بمعنى أنها صالحة لجميع الناس كافة بغض النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم … ، علاوة على ذلك تبقى مشكلة الاختلاف الديني والثقافي بين الدول، لكن مع هذا هناك مطالبات مستمرة بتحييد هذه الاختلافات وعدم اتخاذها حجة لحرمانهم من حقوقهم.
- الوحدة وعدم قابليتها للتجزئة: بمعنى أن الحقوق كافة من سياسية واجتماعية وثقافية … جميعها مكملة لبعضها، ولا يمكن إعطاء الفرد جزء منها وحرمانه من الباقي، وكذلك لا يحق لأي شخص التنازل عن أي حق من حقوقه حتى لو كان ذلك بكامل إرادته.
- المساواة بين جميع فئات المجتمع: بمعنى أن جميع الناس متساوون في الحصول على حقوقهم دون التمييز بينهم على أساس هويتهم أو لونهم أو حتى مكان سكنهم، وقد ورد ذلك في العديد من النصوص القانونية الدولية منها الإعلان العالمي لـ حقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية وغيرها الكثير.
- انتمائها إلى الكرامة الإنسانية: بمعنى أن حقوق الإنسان ترتبط ارتباط وثيق بالكرامة الإنسانية، فأي انتهاك لحق من الحقوق يكون بمثابة انتهاك للكرامة الإنسانية والعكس صحيح أيضاً، ومن الجدير ذكره أن الإعلان العالمي لـ حقوق الإنسان أكد في اجتماعاته ومواثيقه على جميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي بدورها عززت احترام الكرامة الإنسانية وحمايتها.
- غير قابلة للتصرف والحرمان: بمعنى أنه من حق كل فرد يقيم على هذه الأرض أن يتمتع بها ، ولا يحق لأي جهة مهما كانت أن تعمل على حرمانه منها أو أن تنتهكها منه بالقوة ، كما أنها تعتبر متأصلة في كل شخص ( لا تُباع ولا تُشترى ولا تُورّث ).
لقد حاز موضوع حقوق الإنسان على اهتمام كبير في الفترة الأخيرة؛ لزيادة أعداد الشعوب والمجتمعات التي عانت من انتهاك غالبية حقوقها، وتولت عدة مؤسسات ومنظمات دولية مهمة الحفاظ عليها، ومن أهم هذه المنظمات:
أولاً: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
يعتبر الإعلان العالمي لـ حقوق الإنسان أول ميثاق تم وضعه باتفاق مجموعة كبيرة من دول العالم ، واحتوى هذا الإعلان على 30 بند موضح فيها بشكل مفصل الحقوق والحريات التي وجب أن يحصل عليها كل فرد ، كما واعتُمِدَ هذا الإعلان من قِبَل هيئة الأمم المتحدة في 10.ديسمبر.1948م ، حيث جاء رداً على الأفعال الهمجية التي تسببت في إيذاء عدد كبير من الناس ( غاب الضمير الإنساني ) وكان ذلك أثناء اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وتم اعتماد هذا الإعلان كاعتراف عالمي بأن حقوق الإنسان هي أساس الحرية والعدل والسلام والأمان الدولي .
ثانياً: ومن المنظمات الأخرى التي تكفل هذه الحقوق:
- منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).
- منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
- اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
- منظمة العمل الدولية.
- منظمة العفو الدولية.
- منظمة أطباء بلا حدود.
- مراسلون بلا حدود.
استمرت منظمات حقوق الإنسان في عملية وضع مجموعة من الاتفاقيات بعد الإعلان العالمي لـ حقوق الإنسان، ومن هذه الاتفاقيات ما يلي:
- اتفاقية حقوق الطفل.
- اتفاقية القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة.
- اتفاقية مناهضة التعذيب.
- الاتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأسرهم.
بشكل مجمل تُعنى هذه الاتفاقيات بتوفير الحقوق كاملة لأصحابها، وتؤكد على ضرورة حمايتها وصونها من أي اعتداء أو انتهاك قد تمارسه أي جهة أو قوة خارجية.
خلاصة القول .. نَأمل من كل شخص أن يؤدي واجباته ومسؤولياته على أكمل وجه؛ ليحظى بحياة كريمة (العيش بإنسانية) ، بالتالي يتحقق الرقي في كل مكان، ويكفل الفرد حقوقه كاملة من دون أن يعتليها أي نقص، فتخلو بيوتنا.. مجتمعاتنا.. حياتنا.. من الخلافات والحروب، ولا يستطيع أي أحد مهما كان أن ينتزع أي حق من حقوق الإنسان …. وتذكر عبارة:
“تنتهي.حريتك.عندما.تبدأ.حرية.الآخرين”
بقلم الحقوقية: دارين صبحي سويدان
مقالات أخرى للكاتبة:
مقالات أخرى ذات علاقة:
ما شاء اللَّه الإبداع
كتير استفدنا ❤️❤️
مقال رائع ومعلومات قيمة ✨🌸
الإبداع يوم عن يوم بزيد 👏
مستمرين بإذن الله ⚖❤
Pingback: بحث في القانون الدولي الإنساني - موسوعة ودق القانونية
Pingback: يوم الطفل العالمي - موسوعة ودق القانونية
Pingback: القرارات بقانون والوضع الفلسطيني - موسوعة ودق القانونية
Pingback: الأسلحة النووية في القانون الدولي - موسوعة ودق القانونية
Pingback: حقوق الإنسان والحريات العامة - موسوعة ودق القانونية
Pingback: حقوق الانسان الرقمية - موسوعة ودق القانونية
Pingback: حقوق أصحاب الهمم العالية (ذوي الاحتياجات الخاصة) - موسوعة ودق القانونية