حق المشاهدة في ضوء القانون الفلسطيني
حق المشاهدة في ضوء القانون الفلسطيني
لا يوجد حياة زوجية خالية من المشاكل ولكن ماذا لو وصلت نهاية هذه المشاكل إلى شيء أكبر وتراكمت في العلاقة بين الزوجين هنا يكون الحل الوحيد أمام الزوجين (الطلاق)، وهو أبغض الحلال عند الله عز وجل، ومن هذه النقطة تبدأت التأثيرات السلبية على الأطفال (الضحية)، ومن المتعارف عليه أنه عندما ينفصل الزوجين يكون لأحدهما الحق بحضانة هؤلاء الأطفال أو من له الحق في الحضانة كالجدة وغيرها، وهنا تبدأ مرحلة المشاكل ما بعد الطلاق من أجل حضانة الأطفال بحيث يسعى الشخص الحاضن بحرمان الطرف الآخر من رؤية الأطفال ولا يكون هنالك حل أمام الطرف الآخر سوى اللجوء للمحاكم الشرعية من أجل رؤية أطفاله وحل المشاكل والنزاعات بين الزوجين حول مشاهدة الأطفال.
- فما هو حق.مشاهدة؟
- وما هو السند القانوني والشرعي لحق.المشاهدة؟
- ومن هم أصحاب الحق بالمشاهدة؟
- وماهي مدة المشاهدة؟
- وما هو مكان المشاهدة؟
- ومتى تنتهي مدة المشاهدة؟
- ومتى يتم تنفيذ حكم الحق بالمشاهدة؟
أولاً – حق المشاهدة:
يعرّف حق المشاهدة بأنه حق يمنح لأحد الزوجين بعد الإنفصال ومن له حق الحضانة في مشاهدة الصغير، عندما يسعى الطرف الحاضن من جعل الطرف الآخر لا يشاهد الأطفال ربما يكون الهدف من هذا التصرف الانتقام من الطرف الآخر ولكن للأسف يكون الأطفال هم الضحية وتبدأ من هنا المشاكل والتي بهذا الدور تصل إلى المحاكم.
ثانياً – السند القانوني لحق مشاهدة الأطفال:
لم يرد أي نص صريح في قانون الأحوال الشخصية وحقوق العائلة يتحدث عن حق مشاهدة الأطفال، وهنا أصبح النظر في هذه المسألة مجهود شخصي من قبل القضاة المختصين.
ثالثاً – السند الشرعي لحق مشاهدة الأطفال:
من ناحية شرعية رؤية الأطفال حق لكلا الوالدين، ولا يمكن حرمان أحدهما من رؤيه الأطفال لأن ذلك يسبب لأحد الأطراف أضرار نفسية، وجاءت آيات من القرآن الكريم توضح هذا الضرر المنهي عنه، فقال تعالى في كتابه العزيز (ولا تضار والدةٌ بولدها ولا مولودةٌ له بولده) ،صدق الله العظيم. وقام الكثير من الفقهاء بتنظيم حق المشاهدة من حيث مدة المشاهدة ومكانها ولكن بشرط عدم إلحاق أي ضرر بالحاضنة.
رابعاً – مدة المشاهدة:
تنحصر مدة المشاهدة ما بين الساعة التاسعة صباحاً وحتى السابعة مساءً ويكون هنالك اتفاق بين الطرفين على مدة وعدد مرات المشاهدة وذلك حسب اختلاف أعمار الأطفال، ويجب أن تتناسب المدة مع مصلحتهم ،بحيث يكون عدد مرات المشاهدة مرة كل أسبوع للأم والأب، أما في حال فقد الأب أو توفي أو غاب… يقوم أب الأب مقامه (الجد)، وفي حال عدم وجود أب أو أم أو جدّ لأب يكون هنالك الحق لمن له حق الحضانة بالمشاهدة مرة واحدة كل أسبوعين لكن بشرط أن يكون بنفس الوقت، والتعميم لم يقم بتحديد عدد مرات المشاهدة بل قام بتحديد عدد ساعات المشاهدة وذلك حسب اختلاف أعمار الأطفال، بحيث إذا كان عمر الأطفال أقل من ثلاث سنوات تكون مدة المشاهدة ساعتين لا أكثر، أما إذا كان عمر الأطفال من ثلاث سنوات فما فوق فإن مدة المشاهدة تكون ثلاث ساعات بشرط أن تكون خلال وقت معين(من التاسعة صباحاً وحتى السابعة مساءً). ويحق لطالب المشاهدة بإذن من المحكمة بمشاهدة الأطفال في مناسبات خاصة كالأعياد والاحتفالات.
خامساً – مكان المشاهدة:
بعد كل الضغوط التي يتعرض لها الأطفال نتيجة خطأ الوالدين يكون من الصعب عليهم عندما يكون وقت مشاهدة أحد والديهم أن يتم اللقاء في منزل العائلة السابق لأن رؤيتهم لذلك المكان والذكريات المتواجدة به يحطم من نفسيتهم، ومن أجل الحفاظ على نفسيتهم يجب أن يتم اختيار مكان المشاهدة بشكل متفق عليه من قبل الزوجين أو من خلال القضاء في حال الخلاف ويوجد مراكز خاصة ومهيأة للمشاهدة ومن الضرورة أن يكون المكان المتواجد فيه هذا الطفل في غاية الأمان وذلك من أجل عدم قيام أحد الأطراف بإلحاق أي أضرار للطفل أو حدوث حالات الاختطاف من قبل صاحب الحق بالمشاهدة. ويفضل عدم تواجد أحد من رجال الأمن بالقرب من مكان المشاهدة لأن ذلك يزرع الخوف والتوتر في نفس الطفل.
سادساً – انتهاء مدة الحق في المشاهدة:
تنتهي مدة الحق بالمشاهدة عندما يبلغ الطفل عمر الخامسة عشر عاماً لكن بشرط عدم وجود أي مانع شرعي.
سابعاً – تنفيذ حكم الحق بالمشاهدة:
يهدف المدعي عندما يلجأ إلى القضاء والمحاكم إلى الحصول على حكم لصالحه ولكن يكون التنفيذ من قبل المحكمة عبر دائرة خاصة (دائرة التنفيذ) في حال تمنع الحاضن عن قيامه بتنفيذ حكم المشاهدة الصادر من قبل القضاء الشرعي ففي هذه الحالة يتم تنفيذ حكم الحق بالمشاهدة جبراً من خلال أقسام الشرطة.
بقلم الحقوقية: رفاء هارون مسلم
مواضيع أخرى ذات علاقة: