عقد زواج المسيار
عقد زواج المسيار
لقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج بين الذكر والأنثى على أسس تقوم على المودة والرحمة بينهما وفرض على كل منهما ما يجب عليه بطريقه عادلة وسليمة لكي ينعمون بحياه زوجية مستقرة فشرع الزواج في الإسلام من أجل تكوين أسرة وأوكل مهام لكل من الزوج والزوجة حتى يثمر زواجهم نجاحاً. ومنه فإن الله تعالى خلق حواء عندما خلق سيدنا آدم عليه السلام لتكون زوجته ومؤنسته. وفي مقالنا هذا سوف نتحدث عن زواج.المسيار تعريفه، وشروط صحة زواج.المسيار، وحكم هذا الزواج، أسبابه، وما يتبعه من أضرار.
أولاً – ماهية زواج المسيار:
يعرّف زواج المسيار لغةً: جاء من سار سيراُ أي بمعنى سار ومشى ويقال سايره أي سار معك وجاراه، أما يعرف إصطلاحاُ: هو عقد زواج بين الرجل والمرأة كامل الشروط والأركان لكن هناك شرط وهو أن تقوم بالمرأة بالاستغناء والتنازل عن بعض حقوقها كالمطالبة بالنفقة والمسكن بإرادتها وبهذا فإن الزوجة تساير زوجها وتجاريه من أجل تخفيف بعض الواجبات الزوجية وغالباً يتم هذا الزواج بشكل سري.
لا بد لنا أن نلاحظ أنه يوجد علاقة وثيقة بين معنى هذا الزواج لغة واصطلاحاً إذ أن المعنى، الأول جاء بالسير والسير هو السفر وأبرز صور هذا الزواج هو أن يكون الزوج يقيم ببلد والزوجة تقيم ببلد آخر وأيضاً ممكن أن يأتي بمعنى التيسير فالزوجة تساير زوجها وتخفف عنه بالتنازل عن بعض حقوقها كالنفقة والمهر أو كلاهما معاً.
ثانياً – أسباب اللجوء إلى زواج المسيار:
هنالك عدة أسباب تدفع الرجل أو المرأة إلى أن يقوموا بعقد هذا الزواج ومنها: غلاء المهور وكثرة مصاريف الحياة الزوجية يدفع الشباب إلى عقد من هذا النوع من الزواج وفي أغلب الأحيان لا يكون هذا الزواج هو الزواج الأول للرجل وبناءاً على ذلك يلجأ لهذا النوع من الزواج بسبب عدم قدرته على تكاليف زواج وفتح بيت ثان أو يقوم باللجوء إليه حتى يبقى زواجه سرياً ولا يؤدي ذلك إلى طلاقه من زوجته الأولى في حال علمت بهذا الزواج وأيضاً من أسبابه هو أن إرادة الرجل تلبيه رغباته بعيداً عن الحرام وبطريقة مشروعه أو رغبته بإعفاف المرأة وتلبيه رغباتها في حال تأخر زواجها وارتفاع نسب الطلاق والعنوسة والترمل في المجتمع يجعل النساء أن يقبلون بهذا الزواج.
ثالثاً – حكم زواج المسيار شرعاً:
اختلف العلماء في الحكم الشرعي لهذا الزواج فمنهم من رآه مباحاً لأنه يستوفي جميع شروط عقد الزواج شرعاً وهي وجود ولي لكل من الزوجين وحضور شاهدين عدلين ورضا الزوجين بهذا الزواج من دون إكراه ولكن بشرط إعلان هذا الزواج وعدم إبقائه سرياً، ومنهم من مانع هذا النوع من الزواج لأن هدف الزواج هو السكن وزواج المسيار لا يحقق هذا الهدف كما أنه يؤثر سلباً على الأطفال لقلة تواجد الأب معهم وبعده عن البيت. ومجتمع الفقه الإسلامي أجازه شرعاً لأنه يخضع لقواعد الشريعة الإسلامية وتتوافر فيه جميع شروط وأركان صحة عقد الزواج بغض النظر عن مسميات عقود الزواج المختلفة.
رابعاً – شروط صحة زواج المسيار وطريقة انعقاده:
إعلان الزواج ووجود الولي وحضور شاهدين وهذا عند الجمهور، عدم وجود شرط يجبر المرأة عن التنازل عن حقها في المعاشرة الزوجية أو حقها في المبيت فهو شرط باطل ومنه فإنه يجعل عقد الزواج باطلاُ، تسمية المهر في العقد واذا لم تتم تسميته فيحق للزوجة مهر مثيلاتها، ومن شروطه أيضاً هو أن يسمح للمرأة بالتراجع عن بعض الشروط التي قبلت بها مثل قبولها بعدم وجود مسكن أو حقها في النفقة فهذه الأمور تعد من حقوقها كما أنه لا يجب أن يكون عدم دفع الصداق من شروط العقد مما يجعله فاسداً وهنا اختفلوا بصحة هذا العقد ولكن أكثر السلف قالوا بأنه باطل.
يتم عقد زواج المسيار بتطبيق جميع أركان وشروط الزواج لأنه زواج شرعي ولكن لا يمكن للمرأة أن تطالب بالنفقة أو المهر كما أنه يحتاج لوجود الولي والشاهدين ويحتاج لرضا الزوجين ويتم توثيقه بالمحكمة بالشروط التي اتفق عليها.
خامساً – أضرار زواج المسيار:
هناك العديد من الأضرار لهذا الزواج ومنها ظلم الزوجة الأولى بأن يتزوج زوجها عليها زواجاً مسيارياً، وأيضاً تظلم المرأة التي تزوجت مسيارياً لأنها تتنازل عن حقوقها ويمكن أن تحرم حقها بممارسة الأمومة كما يتضرر أبناء الزوجة التي تم العقد عليها مسيارياً بضياعهم وتشتتهم لعدم وجود أب يقوم على رعايتهم كما هو واجب.
وفي ختام مقالنا هذا نكون قد تعرفنا على زواج المسيار وشروطه وأسبابه وحكمه شرعاُ وكيف يتم عقده وما يلحقه من أضرار على عاقديه.
بقلم الحقوقية: إناس إبراهيم هيلم
مواضيع أخرى ذات علاقة:
رائع المقال ما شاء اللَّه
Pingback: قرار رفع سن الزواج إلى 18 عام لكلا الجنسين في المحاكم الشرعية الفلسطينية - موسوعة ودق القانونية