Login

Lost your password?
Don't have an account? Sign Up

جرائم الشرف بين الواقع والقانون

جرائم الشرف بين الواقع والقانون

 

ما تزال جرائم الشرف منتشرة وبشكل كبير، كثيراً ما نسمع عن جرائم وقعت على نساءٍ، وعادةً ما يتذرع مرتكبو هذهِ الجرائم بـ ”الشرف”، وذلك لتبرير جريمتهم وتخفيف الحكم القضائي عليهم، بالرغمِ من التعديلات القانونية على هذا النوع من الجرائم.

ماذا نعني بجريمة الشرف، وما هو العذر الذي يضعه مرتكب الجريمة؟ هي جريمة يرتكبها غالباً أحد افراد الضحية، ظناً من الجاني أن الضحية ارتكبت فعلاً مخلاً بالأخلاق يستوجب قتلها. كيف يمكن أن يخفف العقاب عن مرتكبي هذه الجريمة؟

بدايةً، كان هناك اعفاء لمن يرتكب جريمةً كهذه، ولكن بعد مطالباتٍ عديدة لإلغاء هذا الاعفاء، قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإلغاء المواد الذي نصت على اعفاء الجاني. ولكن قد يستفيد الجاني من نص مخفف للعقاب اذا ارتكب جريمته في حالة غضب شديد، وذلك استناداً الى نص المادة (98) من قانون العقوبات رقم (16) لسنة (1960).

ما هي ردة فعل المجتمع على هذه الجرائم؟ من المُسَلم بهِ، أنه لا يوجد اتفاق تام على موضوعٍ ما بين البشرية، لذا هناك مؤَيد ومعارض. فأيضاً في هذه الجرائم هُناك من يؤيدها تحت ذريعة ابتعاد النساء عن الدين والعُرف في المجتمع، فيتوجب قتل كل من تسول نفسها لها بارتكاب فعل مُخِل بالأخلاق والعادات، ظناً منهم أن ذلك سيزيل العار عن العائلة ويخفف الخلافات الذي ستحصل.

وهُناك أيضا طرف معارض لمثل هذه الجرائم، ويطالبوا بفرض أقصى العقوبة على الجناة، بحيث أنه لا يجوز إنهاء حياة فتاة تخت ذريعة الشرف، مؤكدين أن الإسلام حرم قتل النفس.

ما هو التكييف القانوني لجرائم الشرف؟ معظم القوانين العربية تأخذ بالعذر المخفف، بحيث يخفف العقاب عن الجاني مرتكب جريمة قتل بذريعة الشرف. أما قانون العقوبات رقم (16) لسنة (1960) المطبق في الضفة الغربية فإنه أيضاً اعتد بالعذر المخفف من العقاب في المادة (98) بحيث نصت على ما يلي: يستفيد من العذر المخفف فاعل الجريمة الذي أقدم عليها بصورة غضب شديد ناتج عن عمل غير محق وعلى جانب من الخطورة أتاه المجني عليه. أي انه اعتبر أن فعل المجني عليها هو فعل غير محق،أثار غضب شديد لدى الجاني، مما أدى الى ارتكاب هذه الجريمة. ونص ايضاً عليه في عِدة مواد،منها ما اعتد بعذر مخفف واخرى بعذر محل ولكن تم الغاء العديد من المواد الذي تُحل هذا الجرائم، بالاضافة إلى تعديل المواد الاخرى الذي نصت على اعذار مخففة لجرائم القتل، حَيثُ استثنى منها جرائم قتل النساء على خلفية الشرف.

لا بد من التنويه بأن القتل مرفوض بكل الحالات، ويعتبر فعل محرم شرعاً وقانوناً، ولا بد من توافر علاجاً لمثلِ هذهِ الجرائم الذي قد تكون في كثيرٍ من الأحيان لا دخلَ للشرفِ بها، لذا يتوجب نشر الوعي لاحترام حقوق المرأة، وبيان خطورة هذه الجرائم.

 

بقلم الحقوقية: امنة عايد رمضان

 

مواضيع أخرى ذات علاقة:

2 comments

  1. Pingback: دور القوانين في جرائم الشرف - موسوعة ودق القانونية

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*

افتح المحادثة!
بحاجة لمساعدة !
مرحبا
كيف يمكننا مساعدتك !