Login

Lost your password?
Don't have an account? Sign Up

جرائم القتل المتسلسل: الخطورة والخصائص الديمغرافية والتحديات العالمية

جرائم القتل المتسلسل:

الخطورة والخصائص الديمغرافية والتحديات العالمية

 

أشار كارل ماركس أحد الفلاسفة الألمانيين الدارسين للقانون والفلسفة في إحدى ملاحظاته حول موضوع الجريمة إلى أنه في حين قد نكون معتادين على التفكير في الجريمة من جانب أخلاقي بأنها شيء يجب تجنبه أو إيقافه، فإنه يمكن اعتبارها أيضاً فرع من فروع الإنتاج كونها تنتج عن المجرم، واعتبر أن الجريمة سلاح ذو حدين لها أضرار وفوائد، فمن أضرارها أنها تُهدد أمن وسلامة الفرد والمجتمع كافة من ناحية نفسية واجتماعية واقتصادية، ومن فوائدها أنها تساعد في ظهور عدة مهن ووظائف مثل: ضباط الشرطة، ضباط سجون ومراقبة، محاميين وقضاة وموظفي محاكم.

تعد جرائم القاتل المتسلسل من أكثر الجرائم خطورة على الفرد والمجتمع، حيث تروي عنهم الكتب والروايات والصحف والبرامج والأفلام التلفزيونية بشكل متكرر، فمن هو القاتل المتسلسل؟ وما الخصائص الديمغرافية له(صفاته)؟ ومن هم أخطر القتلة المتسلسلون المنتشرون حول العالم؟ كل هذا سيتم الحديث عنه في هذا المقال.

أولاً – تعريف القاتل المتسلسل:

يعرّف القاتل المتسلسل بأنه الشخص الذي يقوم بقتل ثلاث ضحايا فأكثر في أماكن منفصلة – الحد الأدنى لعدد ضحاياه يكون من (2-10) أشخاص، بفارق زمني غير محدد المدة قد يكون لعدة أيام، أو أسابيع، أو شهور، أو سنوات.

ثانياً – الصفات الديمغرافية للقاتل المتسلسل:

لا يمكن تمييز شخصية القاتل المتسلسل بسهولة كما يعتقد أغلب الناس، حيث يظهر كفرد يتعايش مع أفراد محيطه بشكل طبيعي، وفي الغالب يكون القاتل المتسلسل (ذكر أو أنثى)، وعمره يتراوح بين سن العشرين والثلاثين، كما قد يكون من طبقة الفقراء أو الأغنياء، ولا يوجد بينه وبين ضحاياه أي رابط معيّن-ضحاياه غُرباء عنه.

ثالثاً – دوافع القاتل المتسلسل:

يُصنف القتلة المتسلسلون حسب دوافعهم على ثلاث أنواع:

  • النوع الأول- القاتل الخيالي (Visionary): يكون هذا النوع مصاب بانفصام الشخصية أو (اضطراب عقلي)، ويتوهم بأن “هم” من دفعوه للقتل، و”هم” من يرشدونه ويتحكمون بتصرفاته من خلال سماعه لأصواتهم داخل عقله، ولا يعتبر نفسه كقاتل يبقى يُردد ويقول “هم” من قتلوا وليس هو.
  • النوع الثاني- القاتل المكلف بمهمة (Mission-Oriented): يُؤمن هذا النوع بأن مهمته هي مساعدة العالم كله في التخلص من الأفراد الفاسدين الذين لا يحدثون أي أثر في الحياة، حيث يكون منفصلاً بشكل كلي عن المجتمع الذي يعيش فيه وغير مدرك لما يحدث من حوله، ويرى نفسه بأنه المسيح القادم لإنقاذ العالم من العناصر الفاسدة.
  • النوع الثالث- القاتل المستمتع (Thrill-Oriented): يقتل هذا النوع الأشخاص بدافع المتعة الشخصية، وكلما استمر في قتل ضحايا أكثر زاد شعور السعادة عنده، يعتبر هذا النوع مريض بِــ “السادية” والتي تعني حب تعذيب الغير-يعذّب ضحيته ثم يقتلها.

رابعاً – أنماط القتلة المتسلسلون:

بحسب وحدة العلوم السلوكية التابعة لمكتب التحقيقات الفيديرالية في ولاية فيرجينيا فإن أكثر النماذج الشائعة لأنماط القتلة المتسلسلين هي:

  • النمط المنظم: فالقاتل المتسلسل المنظم يمتلك ذكاء متوسط إلى عالي، وعنده مهارة اجتماعية جيدة مع الغير، والجرائم التي يقوم بارتكابها عادةً ما تكون مخططة بشكل جيد ويستعمل فيها سلاح للقتل، ويترك مسرح جريمته منظماً.
  • النمط الغير منظم: فالقاتل المتسلسل الغير منظم يمتلك ذكاء أقل من المتوسط ولا يستطيع ضبط انفعالاته، ومهارته الاجتماعية منخفضة مع الغير، والجرائم التي يقوم بارتكابها عادةً ما تكون غير مخططة، ويترك مسرح جريمته غير منظم في الغالب.

خامساً – فروق أساسية تميّز القاتل المتسلسل عن القاتل العشوائي والهوسي:

  • القاتل المتسلسل: هو الشخص الذي يقوم بقتل ثلاث ضحايا فأكثر في أماكن منفصلة – الحد الأدنى لعدد ضحاياه يكون من (2-10) أشخاص، بفارق زمني غير محدد المدة قد يكون لعدة أيام، أو أسابيع، أو شهور، أو سنوات-يترك فترة زمنية طويلة نسبياً بين كل جريمة يقوم بها.
  • القاتل العشوائي: هو الشخص الذي يقوم بقتل عدد من الأشخاص في نفس الوقت، فهو يقتحم مكان معيّن ويستعمل مدفع رشاش ويفرغه في كل شخص يعترض طريقه، مثل القتلة العشوائيين في حالة حدوث حرب وأشهرها المذابح والإبادات الجماعية في فلسطين.
  • القاتل الهوسي: هو كالقاتل المتسلسل يقوم بقتل ثلاث ضحايا فأكثر في أماكن منفصلة، لكن الفرق بينهما أن القاتل الهوسي لا يترك مدة زمنية معيّنة بين كل ضحية يقوم بقتلها، ويتمثل دافعه برغبته في الذهاب للصيد-يعتبر ضحاياه كحيوانات يريد صيدها، مثل القاتل الهوسي الأمريكي “هوارد أونروا” الذي عندما عاد إلى بيته وجد أن باب الحديقة الخاص به مسروق، فأحضر سلاحه من داخل البيت وخرج للشارع ثم أطلق النار على حوالي 26 شخص، بعضهم مات والبعض الآخر أصيب بجروح متفرقة.

بقلم الحقوقية: دارين صبحي سويدان

مواضيع أخرى ذات علاقة:

1 comments

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*

افتح المحادثة!
بحاجة لمساعدة !
مرحبا
كيف يمكننا مساعدتك !