الملكية الفكرية وتوحيدها في قانون واحد

تشير الملكية الفكرية الى ما ينتجه العقل البشري من مصنفات ادبية وتجارية وصناعية,اي انه تكون ابداعات غير ملموسة لها صلة وعلاقة مع صاحبها، الذي يمكن ان تتحول فيما بعد الى مصدر دخل وتحقق له حقوق مالية، لذا لا بد من وجود ضمانات لصاحب هذا الابداع تحمي له مصنفه وتجعله محتكراً من قبله.

من المعلوم أن احد الاهداف الاساسية للقانون هو حماية حقوق الافراد من أي اعتداء قد يحصلها عليها، لذلك لا بد من توافر حماية للانتاج العقلي من خلال وجود قواعد قانونية تكفل وتضمن حقه في هذا الابداع وتخلق له حق الانتفاع والتصرف بعمله، كنوع من التقدير للجهد الذهني الذي يقوم به، اضافة الى مواصلته المستمرة في مثل هذه الابداعات وهو على يقين أن ما ينتجه عقله لم يضيع هباءاً، وذلك يساعد في خلق تطور وتقدم للمجتمع.

عالجت التشريعات تنظيم لقانون يحمي الابداع,من خلال ايجاد قانون ينظم مواضيعها وهو قانون الملكية الفكرية، بحيث كان هناك اختلاف بين الدول في كيفية تنظيم هذا القانون فمنهم من اخذ بالتجميع الكلي لمواضيع الملكية الفكرية (اي انه تم وضع حميع المواضيع في قانون واحد) ومنها ايضا من قام بتجزئة هذه لمواضيع في عدة قوانين (تجميع المواضيع القريبة من بعضها في قانون واحد)، واخيرا من اخذ بتفريق هذه المواضيع(بحيث كل موضوع له قانون ينظمه).

ولكن لو تسألنا، ما هو الافضل تجميع مواضيع الملكية الفكرية في قانون واحد، أو تشتيته كليا او تشتيه جزئياً؟

بالاستناد الى ما تم توضحيه في الفقرة السابقة، فانه من الافضل تجميع كلي لمواضيع الملكية الفكرية في قانون واحد تسهيلا لفهم القواعد القانونية والرجوع لها في حالة حدوث اي اشكالية تستلزم ذلك، فالقانون هو واضع للقواعد المنظمة لا شارحاً لها لذا وجود قانون واحد لهذه المواضيع يوفر وقتاً وجهداً في الاطلاع والتطبيق لكل من يحتاج لهذه القواعد، وتقديراً لهيبة القانون في معالجة وتنظيم مثل هذه المواضيع,بحيث تواجدهم في قانون واحد يكون بشكل ادق كونها نابعة من مصدر مشترك وهو العقل البشري.

حماية مواضيع الملكية الفكرية اصعب من حماية الملكية العادية، نظرا لما تتعرض له من محاولات استيلاء وسرقة لهذه الافكار، لذا يتوجب وجود قانون ينظم كل ما يتعلق بالملكية الفكرية، تشجيعا لصاحبها والمحافظة على مثل هذا النوع من الابداع الذي يساهم في تطور وتقدم المجتمع.

بقلم الحقوقية: امنة عايد رمضان