حق حضانة الأطفال بعد الطلاق

 حق حضانة الأطفال، من الطبيعي أن يحدث في أي علاقة مشاكل ونزاعات وغالباً ما يكون الأطفال هم ضحية هذه النزاعات مما يؤدي إلى ضياعهم وشعورهم بالذنب رغم عدم وجود أي علاقة لهم في هذه النزاعات وعلى أثر هذه النزاعات يتوصل الزوجان إلى إيجاد حل لهذه النزاعات وهو الطلاق وعندما يتخذ الزوجان هذا القرار هم يظنون أن النزاعات سوف تنتهي ولكن لا يعلمون أن هناك نزاعات أكبر ستحصل فيما بعد ألا وهي من هو الأحق بحضانة أطفالهم ويستمر النزاع حتى تصل الأمور إلى المحاكم والقضاة لكي يفصلوا بين الطليقين ومن هو الأحق بحضانة الأطفال الصغار؟ ومتى تنتهي حضانة الأطفال؟ وهل في حال زواج الأم تفقد حضانتها على أطفالها أم لا؟ …،كل هذه التساؤلات وغيرها سوف يتم الإجابة عنها لاحقاً وبشكل موسع.

أولاً – مفهوم الحضانة:

هي عبارة عن رعاية للطفل وحمايته وتوفير جميع متطلباته التي يستحقها ويحلم بها كل طفل والحضانة ليس أمرٌ سهل وإنما هي مسؤولية يترتب على الشخص المحافظة والحماية سواء كان من الأم أم الأب وغالباً تكون الأم هي الأحق بالحضانة وذلك لأن الأم تستطيع حماية ومراقبة أطفالها على طوال الوقت بينما الأب تكون حمايته أقل بسبب عمله الذي قد يبعده عن أطفاله طوال اليوم ، ومن المهم أثناء فترة الحضانة أن لا تنقطع علاقة الأطفال مع أحد والديهم مما يؤدي إلى كره الأطفال للطرف البعيد بل يجب أن يشعر الأطفال بأن والديهم يحبانهم رغم طلاقهما مما يجعل الطفل أكثر قوة وطمأنينة .وكثيراً ما يحصل خلاف بين الزوجين على رؤية الأطفال مما يؤدي إلى قيام المحكمة بترتيب موعد معين يمكن لأحد الزوجين الغير حاضن رؤية الأطفال دون أي اعتراض من الشخص الآخر.

ثانياً – شروط الحاضنة:

• أن يكون الشخص الحاضن حر ومتفرغ: لكي يستطيع تلبية احتياجات الطفل وعدم شعوره بالحزن.
• ألا يكون شخص مجنون حاضن لطفل: وذلك لأن المجنون يجب الحجر عليه ونخشى من إلحاق أضرار للطفل بسبب عدم إدراكه لما يقوم به ومن الضروري أن يكون بالغ لأن الحضانة مسؤولية إذا كان الشخص غير بالغ يكون هو بحاجة إلى رعاية ولا يعقل بأن يكون الشخص الغير بالغ حاضن.
• أن يكون أمين على الطفل: وذلك بالانتباه والحرص عليه ومن الأفضل أن يكون الحاضن غير موظف أو لديه عمل شاق وطويل مما يؤدي إلى الإهمال بالطفل.
•  أن يكون قادر على توفير الامان للطفل: وتربيته تربيه صالحة وحسنة.

ثالثاً – الأحقية بحضانة الأطفال:

كما نعلم أن حنان الأم على أطفالها يفوق حنان الأب على أطفاله وتعلم ما يحتاجونه سواء كانوا ذكور أم إناث ولذلك هي أولى وأحق من الأب في حضانة أطفالها وتربيتهم وعندما يبقوا الأولاد أمام أعين الأم يطمأن كلاً من الأم والأب بينما لو كان الأطفال في حضانة الأب يبقى قلب الأم حزين وقلق بشأن أطفالها وبالأخص أن كان لديها إناث والتي تعتبر العناية بهن مهمة ويجب الحفاظ عليهن أكثر من الذكور ، ويجب أن تكون الأم قادرة على حضانة أطفالها ومتفرغة حتى لا تحدث أي مكروه للأطفال وهم في حضانتها بالإضافة إلى أن الأم عندما تحصل على حضانة أطفالها من الزوج لا تستحق أي أجر من الزوج ويجب على الأم الحاضنة عدم الخروج من الدولة التي تمكث بها برفقة الأطفال إلا بموافقة الولي (الأب) وبعد تأكده من أن السفر من ورائه مصلحة للطفل.

متى تنتهي حضانة الأطفال؟

تبقى الحضانة للأم طالما الفتاة لم تتزوج وهذا حسب رأي أبو حنيفة، أما إذا كان ذكراً تنتهي حضانته ببلوغه ورشده ففي هذه الحالة يكون له الحرية في الاختيار بين الأم والأب، أما قانون الأحوال الشخصية لعام 1976م وضح بين انتهاء الحضانة للأم ولغير الأم حيث تنتهي لغير الأم للصغير في سن التاسعة وللصغيرة بعد أن تبلغ سن الحادية عشر، أما الأم فقد تمتد حضانتها إلى بلوغ الأطفال وذلك لأن الأم بذلت مجهود لكي تربي أطفالها وقام قانون الأحوال الشخصية بتوضيح سن البلوغ في نص المادة 495 .

رابعاً – حضانة الطفل بعد الطلاق وزواج الأم:

أجمعت معظم قوانين الدول على أنه يسقط حق الأم في حضانة أطفالها عند زواجها إلا إذا وافق الأب على الزواج فإن الأطفال تبقى حضانتهم مع الأم ولكن غالباً ما يحدث نزاع بين الطليقين على حضانة الأطفال في حال زواج الأم وذلك لأم الأب لا يرغب بأن يقوم زوج الأم بتربية أطفاله مما يؤدي إلى التعلق بزوج الأم واحترامه وعندما يكبر الأولاد يكرهون والدها بسبب ابتعاده عنهم وسماحه لرجل غريب بتربيه أولاده بالإضافة إلى نظرة المجتمع للأب وتعذيب ضميره بالإضافة إلى ذلك يخشى الأب من أن يكون زوج الأم رجل غير صالح ويكون لدى الزوجة بنات مما يؤدي إلى إيذاءهن وإلحاق الضرر بهن ، وفي حال زواج الأم تنتقل حضانة الأم ل أم الأم،  أم الأب، الأب، الخالة، العمة، بنات الأخت، بنات الأخ، خالات الأم، خالات الأب، عمات الأم، عمات الأب. وفي حال قام أي شخص منهم برفض الحضانة تنتقل للشخص الذي يليه ولكن بشرط أن يكون هذا الشخص قادر على توفير متطلبات الطفل.

أما فيما يخص مجلس الحضانة، فمن واجب الأب توفير مسكن مريح وآمن لأطفاله حتى يشعروا بالسكينة والطمأنينة لذلك يجب أن يوفر مسكن لأطفاله وللشخص الحاضن سواء كانت الأم أو غيرها ويمكن للأب زيارة المسكن لزيارة أطفاله.

بقلم الحقوقية: رفاء هارون مسلم

مواضيع أخرى ذات علاقة:

• حقوق المرأة بعد الطلاق.
• الطلاق شرعاً وفي القانون.
• الخلع وحقوق الزوجة.
• الكفاءة في الزواج.